الأربعاء، 12 أبريل 2017

عصرنة جيكني...حلم يغتاله المنتخبون والساسة




تعد عصرنة مقاطعة جيكني حلما بعيد المنال تشارك عدة جهات في اغتياله لعل المنتخبين هم أولها والساسة هم ثانيها وأبناء المقاطعة هم ثالثها.

أسلم منتخبو جيكني خصوصا النواب والشيوخ المقاطعة للضياع ولم يكلفوا أنفسهم عناء طرح أي مطلب أو الحديث على أقل تقدير في البرلمان لتعريف المشاهد أو المستمع حتى غدت المقاطعة شبه نكرة لدى موريتانيا بالرغم من أن ابنها يقود الحكومة منذ 2014.

لكن السؤال المطروح بإلحاح هل يعقل أن تكون مقاطعة جيكني في أسوأ حالة لها منذ استقلال موريتانيا حيث لابنية تحتية عصرية ، والشوارع من المستحيل السير فيها أما الكهرباء والماء فتلك قصص ألم ومعاناة.

واقع لم يشعر به أي من نخب المقاطعة ولاأبناءها الجالسين على الأرائك في نواكشوط بل وكان حماسهم للتعديلات الدستورية ، وبقاءهم على كراسيهم أولي وأفضل من الواقع المرير.

يروي السكان بخيبة أمل كبيرة وحزن كيف يدشنون كل سنة مسلسل العطش والمعاناة والحرمان وسط اكتفاء شباب المقاطعة بالمهاترات على الفضاء الإفتراضي دون جهد عملي وإن حدث في الغالب يتم اختطافه وودأه في المهد.

حالة تستعصي على الفهم ولغز لم يستطع أي أحد أن يفك شفرته فالإعلام الحكومي ظلم المقاطعة وضرب عليها أكبر طوق رغم كونه يروج لقرى ومدن الأشباح (الشامي) بشكل غير مسبوق أما مقاطعة الوزير الأول فنصيبها الحرمان.

كثيرون قرأوا في الخطوة نوعا من "المس" لأبناء المقاطعة وحالة غير سوية في أن لايتحدث أي من أبناءها ولا منتخبيها ولا موظيفها وتسلم للفقر المدقع والتهميش الممنهج والصراع الخفي دون أن يلوح في الأفق مؤشر على قرب الانفراج.

غزا الوعي كل المقاطعات وانتفض الجميع مدافعا ومنافحا عن مقاطعته فشباب النعمة صحا وطرح مشكلة العطش حتى اختر قت أسماع الحكومة والرئيس فيما كان شباب "تمبدغه" أكثر تحضرا من حيث خدمة المقاطعة فيما ظهر بشكل لافت شباب بقية المقاطعات غاضبين ومعربين عن خيبة أملهم غير أن شباب جيكني كسر القاعدة وأثبت صحة الاستثناءات.

واقع يبدو أنه لن يتغير على الأقل في الأمد القريب والجميع استسلم للواقع ودفن رأسه في الرمال في سابقة من نوعها لشباب جيكني.



وهذه الأسئلة لم يجب عليها:

هل يعقل أن يكون 60.000 نسمة بدون مستشفي من الفئة"أ" ؟
هل يعقل أن يكون منتخبو جيكني لم ينطقوا ببنت شفة منذ عقود؟
أليس هذا مساهمة فعلية في التغطية على المأساة؟
ماجدوائية أبناء المقاطعة السامين؟ هل هم دمية؟ أم لهم شعور بمايجري؟
لماذا تظل جيكني على هذا الحال؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق