شكلت الحرب
المستعرة بين الحكومة والنواب في الجمعية الوطنية والتي بدأت تدور رحاها بشكل معلن
، وتكشفت بشكل واضح للرأي العام بموريتانيا بداية حديث في أوساط المتتبعين للشأن العام.
قاطع الوزير الأول
وفريقه الحكومي ندوة عن الانجازات أقامها الحزب الحاكم قبل أيام قبل أن يدشن
النواب جهارا نهارا انتقادهم للوزراء في حفل عشاء غاب عنه الوزير الأول.
كثيرون قرأوا في
الخطوة بداية تصدع قوي الجدار الداخلي للأغلبية ، وتعميقا للشرخ على بعد أزيد من
سنة ونصف بانتهاء مأمورية الرئيس محمد ولد عبد العزيز في يوليو 2019 مما يطرح أكثر
من سؤال حول حقيقة مايجري في الأغلبية.
انتقاد النواب بلغة صريحة للحكومة وتنديد ببعضهم لسلوك الوزراء أمر مستجد كما أنه يكشف عمق الأزمة المستحكمة في أهم دوائر السلطات بموريتانيا في بداية 2018.
غير أن كثيرين
يجزمون بأن عمق الصراع الحقيقي بين الوزير الأول الحالي يحي ولد حدمين ورئيس الحزب
الحاكم ، وقد بلغ ذروته بعد توجيه الوزير الأول للمفتشية للإذاعة والتي أطاح
بمديرها السابق عبد الله ولد حرمة الله ، والاستعداد لتوجيه التفتيش للتلفزيون وهو
ماقرأ فيه بعض الموالين لولد محم نوعا من تفكيك سيطرته على امبراطورية الاعلام
بموريتانيا.
إلا أن ولد محم
سرعان مابدأ يصحو من سباته وينظم الأنشطة وهو مالم يواكبه فيه ولد حدمين ، وباتت
الأزمة لاتخفي على ذي عقل غير أن انتقاد النواب للحكومة اد من حدتها.
ولم يعرف بعد مسار
عمق الأزمة وماإذاكان سيدفع النواب إلى توجيه صفعة قوية للحكومة من خلال حجب الثقة
عنها ، وتكرار سناريو جديد لم يكن الرئيس
يراهن عليه أم أنه سرعان مايتم تأديبهم ويعودوا إلى بيت الطاعة سريعا.
غياب الوزير الأول
عن حفل العشاء ومحاولة ولد محم تبرير أنه لايوجد خلاف ليس سوى نوع من ذر الرماد في
العيون فالكل بات شاهدا على تفاصيل ماجرى وتحت الكاميرات,.
ويربط البعض بين
هجوم وزير المالية قبل أسابيع على بعض النواب وتحديدا النائب البرلماني ولد ببانه
في قصة أثارت الكثير من الجدل ، وكشفت عن طبيعة العلاقة بين النواب والوزراء.
رئيس التحرير: سيد ابراهيم ولد الداه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق