الجمعة، 17 مارس 2017

جيكني...مدينة بدون تخطيط ولا شوارع ولاخدمات





تحتوي مدينة جيكني متناقضات غريبة في شكلها حيث أن السير يعد مستحيلا بفعل عدم تخطيطها ، وغياب الشوارع وكذا ضعف الخدمات ، وغارقة في القمامة رغم كون ابنها يقود الحكومة.



لم يتم لحد الساعة تخطيط المدينة منذ تأسيسها ، وبقي الطابع البدوي هو المسيطر حيث تكفي نظرة بسيطة عليها لتؤكد أنها أشبه بقرية في القرون الوسطي.



شوارع ضيقة للغاية وممرات وعرة لاتكاد أي سيارة تمر فيها رغم كونها أحد أكبر الخزانات الانتخابية والتى في كل مرة تساق ويتم التحكم فيها ، ولاأحد يحنو على المقاطعة التى يعود لها الفضل في أنها كانت يوما مرابع صباه وأول أرض وطأتها قدماه.



الجميع عق المدينة ونسيها أو تناسها حين جلس على أريكة مكيفة وأبهة كبيرة في دوائر السلطة العليا في البلد ومكاتب الوزارات.



هذا الواقع المزري بقي كما هو رغم تعاقب الأنظمة منذ تأسيس المدينة بل وشكل الجيل الشبابي الحالي جوقة في مسار التهميش وأكمل العقد.



حاول بعضه أن يسوق الـأوهام من خلال الإنشغال بالعلم والخطوط الحمراء فيما انشغل المنتخبون بعشاءات الرئيس والتصويت على تغيير الدستور والقصور المكيفة في العاصمة نواكشوط وتنكروا لمقاطعة يدركون قبل غيرهم فقرها المدقع وتهميشها الممنهج وغياب أي وسائل فيها.



هي مؤامرة غريبة شارك فيها الجميع من جيل شبابي يزعم الحديث عن المدينة غير أن انغماسه في السياسة ومحاولة استمالة أهواء الوزارة الأولى قد تبدو الأهم من حتى إبراز الحقائق المرة والواقع البائس لنعود إلى مربع الصفر.



السكان في جيكني ملو الجميع ويستعدون لأن يستقبلوا حلقة جديدة من مسلسل العطش والصيف الحار ويكتوون بمرارة التهميش والحرمان بعد أن شارك الجميع في المأساة.



سيذكر التاريخ ويدون أن مقاطعة جيكني هي الاستثناء الوحيد الذي غاب صوته وهمشت بالرغم من كون معظم الممسكين في هرم السلطة هي أحد أركانهم لكن ذالك لم يغن عنها شيئا ولم يزد الأمور إلا سوء.



كثيرون قرأوا في عمق الخلافات ومحاولة كل صوت حر أن يقمع ويصنف أنه لايخدم الأجندة القديمة ويغرد خارج السرب بفعل عدم مواكبته للجوقة لكن ماهو مؤكد أن حال المقاطعة يكفي عن السؤال.



رئيس التحرير







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق